كم تمنيتُ يا سيدتي ..

كم تمنيت أن ينام دفتري الحزين بين يديكِ ساعة .. لكي أراكِ لحظة تقرئين حروفي الحزينة الخضراء .. لكي أراك تقرئين عن حبيبتـي .. عن فتاة أحلامي .. عنـك .. وعن عينيـك .. عن دموعي
حبيبتي .. قولي لذكراكِ أن لا تغيب عن خاطري .. واطلبي من صورتكِ أن لا تفارق مخيلتي .. فأنا أعيش بهم . أعيش لهم .. و بسببهم غدوت شاعراً وأديباً وفيلسوفاً .. هلا سألتني حياتي حتى أضحي بها في سبيل عيناكِ ..
يا روعة هذه الدنيـا .. وغاية ما أرجوه في المستقبل .. يجـب أن تعلمي أمراً واحـداً .. كـم أردت أن أصرح به .. و كـم عاندني لساني .. وارتعشت فرائصي .. عند رؤية عيناكِ .. أحبكِ .. أحبكِ .. نعم أنا كذلك .. و كم كنت كذلك .. منذ أن رأيتكِ .. و حتى هذه اللحظة .. و كم كتبت رسائل كهذه التي أكتبها .. وكم هربت مني الكلمات .. وكم راودتني المخاوف .. لكنني هذه المرة .. ما عدت أحتمل شعوراً قد صار يثقل كاهلي .. و إحساساً لطالما أدمى مدامعي .. فأفرغت ما في الفؤاد على هذه الصفحة .. لتعلمي أمراً قد آن الأوان أن تعلميه .. أن هنالك قلباً متيماً في هواكِ .. قد أضناه الشوق .. و صار مولعاً بذكرى حديثكِ .. و بنظرة أختلسها على حين غفلة منكِ .. فأرجوك لا تقتلي الحب به .. لا تسمحي للحزن أن يستولي عليه ويخرجك منه
حبيبتي .. هذا حديث النفس يفاجئني مثل النبوءة حين أنام .. ويرسم فوق جبيني هلالاً مضيئاً .. وزوج حمام .
يقول تكلم !! فتجري دموعي .. و لا أستطيع الكلام .. يقول تألم !! أجيب .. وهل بقي في الصدر غير العظام .
يقول تعلم !! أجاوب .. يا سيدي و شفيعي .. أنا منذ خمسين عاماً أحاول تصريف فعل الغرام .. ولكنني
في دروسي جميعها رسبت .
حبيبتي .. لنبتعد قليلا .. لأنني أريـد أن تزيد محبتي لكِ .. أريـد أن تكرهيني قليلاً .. بحـقِّ ما كتبت لك من رسائل .. بحـق وجهـكِ المزروع مثل وردة في داخلي .. بحـق حبـكِ الباقي في شِعري .. على أناملي .. بحـقِّ ذكرياتي .. وحزني الجميلِ .. وابتسامتي .. وحبـي الذي أصبح أكبر من كلامي .. أكبر من شفاهي .. بحق أحلى قصة حب في حياتنا .. لنفترق أحباباً .. فالطيور في كل موسم تفارق الهضاب .. والشمس يا حبيبي .. تكون أحلى عندما تحاول الغياب .. أصبحت حياتي الشك والعذاب .. أصبحت أسطورة .. سراب .. أصبحت سؤالاً في فمي لا يعرف الجواب .. من أجلِ حب كبير يسكن القلب والأهداب .. أسألكِ الذهاب .. لنفترق برغم كلِّ الحب والحنان .. أريد أن تنظري أليّ من خلال الدمع .. أريد أن تريني من خلال النار والدخان . لنحترق .. لنبكي يا حبيبي .. فقد نسينا نعمةَ البكاء .
لنبتعد .. كي لا يصير حبي اعتياداً وشوقي رماد .. وتذبل الأزهار في الأواني .. كوني مطمئنة النفس يا صغيرتي .. فلم يزل حبكِ ملء العين والضمير .. ولم أزل مأخوذ بحبك الكبير .. ولم أزل أحلم أن تكوني لي .. لكني .. أخاف من عاطفتي .. أخاف من شعوري .. أخاف أن تسأم مني أشواقي .. فباسم حب رائعاً .. أزهر كالربيع في أعماقي .. أضاء مثل الشمس في أحداقـي .
حبيبتي .. كتبت عن عينيكِ ألف شيء .. كتبت بالضوء والعبير .. كتبت أشياء بدون معنى .. جميعها مكتوبة بنور .. سيدتي .. من رماكِِ في طريقي ؟؟ من حرك المياه في جذوري ؟؟ فقد كان قلبي قبل أن أراكِ مقبرة ميتة الزهور .. مشكلتي أني لست أدري حداً لأفكاري .. ولا شعوري .. أضعت تاريخي .. وأنت مثلي بغير تاريخ ولا مصير .. الا يمكن ان يكون تاريخنا ... معــــاً ... خلف بوابات التاريخ ؟؟
إلى المرأة التي تسمى مدينة حزني .. إلى من تسافر مثل السفينة في ماء عيني .. وتدخل وقت الكتابة ما بين صوتي وبيني .. أقدم موتي إليكِ على شكل شِعر .. فكيف تظنين أني أغني ؟؟
لكن ما الذي يعنيه يا سيدتي أن يكون المرء موجوداً على قيد الحياة ؟؟ ماذا يعنيه أن يعيش الإنسان داخل الأحلام ؟؟ و من له الحق أن يحاسبني على أحلامي ؟؟ من يحاسب الفقراء إذا حلموا أنهم جلسوا على العرش ؟؟ من يحاسب الصحراء إذا توحمت على جدول ماء ؟؟ السماء الزرقاء دفتر شِعري .. والحروف التي عليه نجوم ليلي .
سامحيني حبيبتي . سامحيني .. إن لم أكاشفكِ بالعشق .. فأحلى ما في الهوى التضمين .
نحن أسرى معاً .. وفي قَفص الحب يعاني السجان والمسجون .
لا خيار أن يصبح البحر بحراً .. أو يختار صوته الحسون .
لماذا لا يحب الناس كما الأسماك في البحر .. كما الأقمار في أفلاكها تجري .. كديوان من الشعر .. كعصفورين قـد ماتا من الحر .. ورقـدا على الجمر .. متى ؟؟ يا ليتني ادري .. رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع .. رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجـع .. جلست عليه أبكي .. كأني مركب ضائع .. حتى الأرض يا ربي تعبر عن مشاعرها بشكل بارع .. حتى الأرض يا ربي لها يوم تحب فيه .. تبوح بـه .. تضم حبيبها الراجع .. فوق العشب من حولي .. لها سبب .. لها الدافع .. فليس الزنبق الفارع .. وليس الحقل .. ليس النحل .. وليس الجدول النابع .. سوى كلمات هذه الأرض .. سوى
حديثها الرائع .
أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني .. ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع .. أريد .. كأي زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع .. كأي نحله في الحقل تمنح شهدها النافع .. أريد .. أن أحيا بكل خليه مني في هذه الدنيا .. بمخمل ليلها المظلم الواسع .. وبرد شتائها اللاذع .. أريد .. أن أحيا بكل حرارة الواقع .. أن أحيا بكل حماقة الواقع .. أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟؟

ههههههههههههههههههههه

مبروك عليك الخاطره اخ هشام

صدقني من قلبي افرحتلك

والله كتابتك روعه واحساسك معبر بمعنى الكلمه

مع تحياتي وودي