في الوقت التي روت ديانا لجايمس سبب أحزانها ،وفي الوقت الذي كان عينا وقلب جايمس تحتضنها بكثير من اللهفة والحنان وهو غير مصدق للذي يسمعه فقد كان مصدوماً وغير مصدق في أعماقه بان ديانا التي تشغل العلم منذ زفافها الأسطوري تخفي كل هذا القدر من الحزن والألم والشقاء ومع ذلك فقد ظل يستمع لها مشدوها وهي تروي له كيف إن تشارلز لا يطيقها وبان كافة من بالقصر يقفون معه لدرجة إنها تشعر بأنها منبوذة وغريبة وحبيسة. قالت ديانا لصديقها الجديد بأنها حاولت جاهدة إنجاح زواجها من تشارلز والقيام بواجباتها الرسمية بكل ما تملك من طاقة ومع ذلك فهي لا تجد من سكان القصر إلا الانتقادات القاسية التي حطمت روحها تماماً.
جايمس الذي سيطرت عليه ديانا بابتسامتها المشرقة وجد في معبودته تلك الانسانة الربائسة التي هي أشبه بطير ضعيف مزق أحدهم جناحه وفقد أي أمل في القدرة على الطيران أو التمتع بحريته .. ديانا كانت تعرف انه ولكي تستمر على قيد الحياة كان لا بد لها وان تفشي ما بداخلها من اسرار تكاد تقضي عليها.لم تعد قادرة على الاستمرار في ظلال الاسرار الخانقة التي توشك على اعتصارها وها هي الآن بجوار انسان مقبل على الحياة خال من العقد،رجل منفتح وقوي كل شيء فيه يذكرها بما تصبو إليه من انطلاق وحب للحياة وهي أمور تفتقدها تماماً في حياتها مع تشارلز.
خلال الأشهر الأربعة التي عرفته فيها،كان جايمس يشعرها في كل لحظة بأنه أهل للثقة التي منحته إياها من أول نظرة في لقائهما الأول، وحقيقة أن جايمس لم يتغير ولم يتزعزع ثقة ديانا به . أكد للأميرة على مدى صدق غريزتها في الحكم عليه كرجل يمكن الاعتماد عليه .قالت ديانا في نفسها : هل قد وجدت أخيراً الرجل الذي يمكنني الكشف أمامه عن حقيقة ما أعيشه من تعاسة ؟..
ومع أن جايمس كان مصعوقاً بما يسمع ومن أن الزواج الأسطورة الذي طالما شغل باله قد انهار بالفعل،إلا أنه كان مدركاً الحقيقة أنه يتوجب عليه عدم إظهار أي نوع من التشكك فيما تقول وإلا فإنه سيفقدها تماماً .. كان جايمس واثقاً من مدى حاجة ديانا لصديق يستمع إليها، ولهذا أقنع نفسه بأن أفضل ما يمكنه فعله هو السماح لها بالحديث والتنفيس غير آبهة على ما يبدو في التمعن بوجه جايمس لمعرفة ردود فعله.ز روت ديانا لصديقها كيف أنها تحتمل حياتها التعيسة مع تشارلز من أجل ولديها اللذين تحبهما فوق كل شيء وأنها لم تفكر يوماً في التسبب بانهيار حياتها العائلية خاصة وأنها ذاقت الأمرين وهي طفلة بطلاق والديها حيث تعهدت لنفسها من ذلك الحين بان لن تسبب بأي ألم أو معاناة لأي من أطفالها عندما تتزوج.
في الوقت الذي كان جايمس يستمع فيه لديانا باهتمام شعرت الأميرة بكثير من الارتياح وبموجة من العواطف الساخنة التي تهب من نظراتها الحنونة،كانت تشعر بأنها تنتقل معه إلى عالم جديد ومختلف.. وجاءت اللحظة الحاسمة عندما قالت ديانا: صحيح أنني محاطة بالناس إلا إنني وحيدة.. قالت ذلك ويدها تمتد لأول مرة لتلامس يده التي استقبلتها بكثير من اللهفة .اخذ جايمس يد ديانا الرقيقة واعتصرها بين كفيه وجلسا بصمت يغني عن الكثير من الكلام.
لقد قاما بالخطوة الأولى،كانت لمسته بمثابة وعد قاطع بالوقوف بجانبها .وعد يصعب معه القول بأنه سيكون عليه الوفاء به ومع ذلك فقد أسر لها قائلاً.
لست وحدك يا أميرتي سأكون بجانبك وملك يدك على الدوام..
الحلقة القادمة ..علاقة جيمس بوالدته وانعكاسها على ديانا..